خطوة إلى عالم لا حدود له من القصص
كتب واقعية
تراجم أبي الطيب وأخباره كثيرة في كتب المتقدمين والمتأخرين، ولكن كثيرًا منها قول مُعاد ينقله اللاحق عن السابق لا يُعنى فيه بنقد ولا ترتيب، وقلَّ أن يذكر سنده من راو أو كتاب، فينبغي للباحث في تاريخ هذا الشاعر أن يردَّ الروايات المكررة إلى أصولها، ثم يقارن هذه الأصول بعضها ببعض ليعرف وجوه الوفاق والخلاف فيها، ثم يتبين الرواية الوثقى من بينها. ومن يقرأ فصول هذا الكتاب متأملًا، ويقرأ شعر أبي الطيب متمعنًا، يعرف رجلًا أبيًّا وشاعرًا فحلًا، ويجد ثروة في الأدب ورثناها عن هذا الشاعر العبقري، ثروة من الشعر العزيز، والأدب المتعالي والحكمة القوية والخلق المنيع. والشاعر الكبير بل الإنسان العظيم أيًّا كان، يُقدر بجملته لا بتفصيله، ويُعرف بهيئته لا بتفصيل حليته، كالوجه الجميل يروعك بطلعته قبل أن يفصل نظرك محاسنه، وكذلك كبار الشعراء، فالشاعر الذي يكون أبا الطيب، هو شاعر عظيم لا محالة؛ ودع لفظًا معيبًا، وشطرًا مردودًا، وبيتًا مرذولًا، فما تزال الصورة رائعة جليلة، ولا يزال الشاعر هو أبا الطيب الذي جاء فملأ الدنيا وشغل الناس.
© 2024 وكالة الصحافة العربية (كتاب ): 9789779918273
تاريخ الإصدار
كتاب : ٣٠ ربيع الأول ١٤٤٦ هـ
الوسوم
عربي
المملكة العربية السعودية