خطوة إلى عالم لا حدود له من القصص
كانت الدولة قديمًا، عند الإغريق والرومان، مرتبطة بالديانة ارتباطًا وثيقًا؛ فقد أتت منها وكانت ممتزجة بها، لهذا كانت الأنظمة السياسية تعتبر أنظمة دينية، لكن كل هذا تغير، فقد انهار النظام السياسي، لسببين رئيسيين: تغيير العقائد، والفتح الروماني. وقد تطور هذان الحدثان معًا، خلال سلسلة القرون الخمسة، التي تسبق التقويم المسيحي. وبدأ المفكرون، منذ القرن الخامس قبل الميلاد، يتحررون من المعتقدات القديمة البالية، فظهرت فكرة الطبيعة غير المادية؛ وتوصلت الأذهان إلى فكرة الإدراك الإلهي، وأصبح لديهم مفهوم آخر عن الموت، تذهب فيه الروح البشرية إلى عالم آخر، باحثة عن ثوابها في جنات النعيم، أو لتوفى عقابها تكفيرًا عن خطاياها. ثم ظهرت الفلسفة لتقلب كل موازين السياسة القديمة، فلم يكن من الممكن المساس بآراء الناس، دون المساس بمبادئ حكومتهم الأساسية، وجاء السفسطائيون ليحاربوا الأخطاء القديمة، غير آبهين بقوانين المدينة والديانة، فكانوا يتنقلون من بلدة إلى بلدة يبشرون بمبادئ جديدة، فبدأ الناس يتشككون في عدالة قوانينهم الاجتماعية القديمة، وبدت لهم مبادئ أخرى.
© 2024 وكالة الصحافة العربية (كتاب ): 9780359051779
تاريخ الإصدار
كتاب : ١٧ ربيع الآخر ١٤٤٦ هـ
عربي
المملكة العربية السعودية