خطوة إلى عالم لا حدود له من القصص
كتب واقعية
لم يكن للعرب قبل الإسلام فلسفة، ولا كانت لهم عناية بالعلوم وسائر مظاهر المدنية التي بلغتها غيرها من الدول المحيطة بها ،من قدماء مصريين ويونان وبابليين وكلدانيين وفرس وهنود، وكيف يكون للعرب فلسفة وتظهر فيهم علوم بغير أن يعنوا بأول أدوات الحضارة النظرية، وهي التدوين وتأليف الكتب التي تحفظ ما وصل إليه كل جيل من تقدم فكري، ليعتمد عليه الجيل التالي، فيضيف إليه خطوة أخرى في الابتكار، هي ثمرة ما تبلغه العقول من أنظار. انتقلت الفلسفة إلى العرب بعد الإسلام حين بعث فيهم هذا الدين الجديد حياة جديدة، ونقلهم من المرتبة القبلية المنحصرة في داخل جزيرة العرب إلى أفق الإنسانية الفسيح، وأصبح المسلمون دولة عظمى تمتد من أقصى الصين شرقا إلى أقصى الأندلس غربا، يدين كلهم أو معظمهم بالإسلام، ويتكلمون بلسان واحد هو العربية، وتسلم المسلمون راية الحضارة العالمية عشرة قرون من الزمان، وتبحروا في شتى العلوم والفنون والصناعات، وتأملوا في أصول هذه الأمور كلها وتعمقوها، فكانت الفلسفة كما قال الفارابي هي: حكمة الحكم، وعلم العلوم، وأم العلوم.
© 2024 وكالة الصحافة العربية (كتاب ): 9789779914770
تاريخ الإصدار
كتاب : ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٤
الوسوم
عربي
مصر