خطوة إلى عالم لا حدود له من القصص
التاريخ
الجاحظ بصري المولد والوفاة، بالبصرة وُلد وفيها شبَّ ودرج، وفيها دوَّن أغلب مؤلفاته .. ما بين نصفي القرن الثَّاني والثَّالث نبغ الجاحظ حينما كان «العراق عين الدنيا والبصرة عين العراق»، ومن البديهي أنَّ مَن كان في ذكاء الجاحظ وفطنته الغريزية وحبه استطلاع الأشياء والبحث عن الجليل منها والحقير، ويشاهد عيانًا ما يُجلب إلى العراق من أطراف البلاد، وما يُصدَّر منه إلى سائر الآفاق، لجدير أن يفيدنا بكل حذق وتدقيق عن الأحجار الكريمة، والأعلاق النفيسة، والطرائف الثمينة، والرياش الغالية، وعن ماهيتها وأثمانها في عصره، على أنَّه لم يكتفِ بِمُجرَّد ذكر المتاجر ومصادرها، بل زاد في البيان فنبَّه على المعمول من الجواهر واليواقيت، والمغشوش من العطور والعقاقير، وفرَّق بين العالي منها والمتوسط والرديء، فأضاف إلى الخبرة التفنن، وإلى المعرفة التبصُّر، وهو عين موضوع كتابه «التبصُّر بالتجارة» . فلا عجب حينئذٍ أن اشتملت هذه الرسالة على فوائد جمَّة تهم أرباب الصناعة والتِّجارة، كما تُفيد المشتغلين بعلم الاقتصاد، والباحثين عن علائق العالم الإسلامي زمن غزارة حضارته وعنفوان تمدنه مع بقية الممالك.
© 2024 وكالة الصحافة العربية (كتاب ): 9789779918921
تاريخ الإصدار
كتاب : ٣ أكتوبر ٢٠٢٤
الوسوم
عربي
مصر