Sprachen
"إن مزية فن الإنشاء قد ترجَمَتْ عنها كثرةُ مطالبيه، ونباهة شأن النابغين فيه، كيف وهو الذي يُفصِحُ به المرءُ عما يريد من المقصِد، وطالما كفى قلمَ الكاتب مُهِمَّهُ فما ضرَّه أن لا يُهَزَّ المهنَّدُ. وقد كنت أمليتُ على بعض المتعلمين عُجَالةً تُلِمُّ بالمهم من أغراضه إلماما، وتَرِيشُ لقُنَّاصِ شوارده سِهَاما، وتمكِّنُ بأيديهم لصِعَابه زِمَاما، تجنبتُ فيها طريقة جمهور المؤلفين في هذا الفن؛ إذ ملؤوا كتبهم بمسائل علم المعاني والبيان، وربما تجاوزوا إلى بقية علوم اللسان، وتركوا جانب المسائل الخاصة بهذا الفن ظِهْريًّا، إلا قليلاً منها لا يفيد المطالع كمالاً أدبيًّا، وقد تلقَّفوا ذلك الصنيع، فتابع المتأخرُ المتقدمَ وتشبَّه فيه الظالعُ بالضَّليع، والعذرُ للمتقدِّمين منهم: أنَّ علم الأدب لم يكن في عصرهم منخولاً بعضُ فنونه من بعض"
© 1903 Rufoof (E-Book): 9786434138083
Erscheinungsdatum
E-Book: 24. Oktober 1903
Sprachen
"إن مزية فن الإنشاء قد ترجَمَتْ عنها كثرةُ مطالبيه، ونباهة شأن النابغين فيه، كيف وهو الذي يُفصِحُ به المرءُ عما يريد من المقصِد، وطالما كفى قلمَ الكاتب مُهِمَّهُ فما ضرَّه أن لا يُهَزَّ المهنَّدُ. وقد كنت أمليتُ على بعض المتعلمين عُجَالةً تُلِمُّ بالمهم من أغراضه إلماما، وتَرِيشُ لقُنَّاصِ شوارده سِهَاما، وتمكِّنُ بأيديهم لصِعَابه زِمَاما، تجنبتُ فيها طريقة جمهور المؤلفين في هذا الفن؛ إذ ملؤوا كتبهم بمسائل علم المعاني والبيان، وربما تجاوزوا إلى بقية علوم اللسان، وتركوا جانب المسائل الخاصة بهذا الفن ظِهْريًّا، إلا قليلاً منها لا يفيد المطالع كمالاً أدبيًّا، وقد تلقَّفوا ذلك الصنيع، فتابع المتأخرُ المتقدمَ وتشبَّه فيه الظالعُ بالضَّليع، والعذرُ للمتقدِّمين منهم: أنَّ علم الأدب لم يكن في عصرهم منخولاً بعضُ فنونه من بعض"
© 1903 Rufoof (E-Book): 9786434138083
Erscheinungsdatum
E-Book: 24. Oktober 1903
Tritt ein in eine Welt voller Geschichten
Noch keine Bewertungen
Lade die App herunter, um Bewertungen abzugeben
Deutsch
Deutschland