خطوة إلى عالم لا حدود له من القصص
التاريخ
يروى أن الأصفهاني مكث خمسين سنة في تأليف هذا الكتاب، ولذلك لا عجب إذا ما قال عنه ابن خلدون: "وقد ألف القاضي أبو الفرج الأصبهاني وهو من هو، كتابه في الأغاني، جمع فيه أخبار العرب وأشعارهم وأنسابهم وأيامهم ودولهم. وجعل مبناه على الغناء في المائة صوت التي اختارها المغنون للرشيد، فاستوعب فيه ذلك أتم استيعاب وأوفاه. ولعمري إنه ديوان العرب وجامع أشتات المحاسن التي سلفت لهم، في كل فن من فنون الشعر والتاريخ والغناء وسائر الأحوال، ولا يعدل به كتاب في ذلك فيما نعلمه، وهو الغاية التي يسمو إليها الأديب ويقف عندها، وأنى له بها". لقد وصل الغناء أوجه في العصر العباسي الأول، ولمّا اكتمل هذا الفن ونضج، قام مجموعة من الورّاقين بوضع كتاب في الغناء ونسبوه إلى اسحق بن ابراهيم الموصلي، ولكن كانت فائدته قليلة. ولذلك عُهٍد إلى أبي الفرج الأصفهاني بتأليف كتاب في فنّ الغناء العربي ليخلّد فيه أصوله وأشهر ألحانه، وكان هذا باعثه لتأليف الأغاني. ويحتل كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني (284– 362هـ) منزلة كبيرة بين كتب التراث العربي والإنساني، وهو من الكتب التي أخذت طابع العالمية، وترجمت نصوص منه وكتبت دراسات عنه بعدة لغات. ولا غنى لأي باحث في التراث والأدب عنه.
© 2024 وكالة الصحافة العربية (كتاب ): 9789779915692
تاريخ الإصدار
كتاب : 4 نوفمبر 2024
عربي
الإمارات العربية المتحدة